الطريق الى الجنة
اخي الحبيب تقرب الى الله ليتقرب الله اليك
ادعوك للتسجيل في المنتدى وابني مستقبلك

الادارة
الطريق الى الجنة
اخي الحبيب تقرب الى الله ليتقرب الله اليك
ادعوك للتسجيل في المنتدى وابني مستقبلك

الادارة
الطريق الى الجنة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الطريق الى الجنة

منتدى اسلامي ثقافي اجتماعي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 السيرة النبوية الجزء الاول -28

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 99
تاريخ التسجيل : 31/10/2012
العمر : 64

السيرة النبوية الجزء الاول -28 Empty
مُساهمةموضوع: السيرة النبوية الجزء الاول -28   السيرة النبوية الجزء الاول -28 I_icon_minitimeالخميس نوفمبر 01, 2012 5:54 am

هـ- انتهاز بعض الوقائع لبيان وتعليم معانٍ مناسبة:
كان صلى الله عليه وسلم تحدث أمامه أحداث معينة، فينتهز مشابهة ما يرى لمعنى معين يريد تعليمه للصحابة، ومشاكلته لتوجيه مناسب يريد بثه لأصحابه، وعندئذ يكون هذا المعنى، وذلك التوجيه أوضح ما يكون في نفوسهم رضوان الله عليهم، ومن ذلك ما رواه عمر بن الخطاب  قال: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي( ) فإذا امرأة في السبي قد تحلب ثدياها( ) تسعى( ) إذ وجدت صبياً في السبي أخذته فألصقته ببطنها، وأرضعته، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم: «أترون هذه طارحةً ولدها في النار؟» قلنا: لا، وهي تقدر على أن لا تطرحه( ) فقال: «لله أرحم بعباده من هذه بولدها»( ).
«فانتهز صلى الله عليه وسلم المناسبة القائمة بين يديه مع أصحابه المشهود فيها حنان الأم الفاقدة على رضيعها إذا وجدته، وضرب بها المشاكلة والمشابهة برحمة الله تعالى ليعرف الناس رحمة رب الناس بعباده»( ).
ثانياً: من أخلاق الصحابة عند سماعهم للنبي صلى الله عليه وسلم:
حرص الصحابة رضوان الله عليهم على التزام آداب ومبادئ مهمة كان لها عظيم الأثر في حسن الحفظ وتمام الضبط وقدرتهم في تبليغ دعوة الله للناس، ومن هذه الآداب والأخلاق:
1- الإنصات التام وحسن الاستماع:
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل في نفوس الصحابة وأعظم من أن يلغوا إذا تحدث، أو ينشغلوا عنه إذا تكلم، أو يرفعوا أصواتهم بحضرته، وإنما كانوا يلقون إليه أسماعهم ويشهدون عقولهم وقلوبهم، ويحفزون ذاكرتهم فعن علي بن أبي طالب  في الحديث عن سيرته صلى الله عليه وسلم في جلسائه قال: «... وإذا تكلم أطرق جلساؤه، كأنما على رؤوسهم الطير، فإذا سكت تكلموا...»( ).
قال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله: «أصله: أن الغراب يقع على رأسه البعير، فيلقط منه القُراد، فلا يتحرك البعير حينئذ، لئلا ينفر عنه الغراب ويبقى القراد في رأس البعير فيؤلمه، فقيل منه: كأن على رؤوسهم الطير»( ).
وأيا ما كان أصل المثل فهو يدل على السكون التام، والإنصات الكامل هيبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعظيماً له، وإجلالاً لحديثه( ).
2- ترك التنازع وعدم مقاطعة المتحدي حتى يفرغ:
وهذا من تمام الأدب، المفضي إلى ارتياح جميع الجالسين، وإقبال بعضهم على بعض، والمعين على سهولة الفهم، والتعلم ففي حديث علي بن أبي طالب  السابق في
سيرته صلى الله عليه وسلم في جلسائه، قال: (لا يتنازعون عنده الحديث، من تكلم عنده أنصتوا له حتى يفرغ، حديثهم عنده حديث أولهم..)( ) أي أن من بدأ منهم الحديث والكلام سكتوا حتى يفرغ أولاً من حديثه، ولم يقاطعوه أو ينازعوه، وبذلك يبقى المجلس على وقاره وهيبته، ولا تختلط فيه الأصوات، ولا يحصل أدنى تشويش( ).
3- مراجعته صلى الله عليه وسلم فيما أشكل عليهم حتى يتبين لهم:
فمع كمال هيبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وشدة تعظيمهم له، لم يكونوا يترددون في مراجعته صلى الله عليه وسلم لاستيضاح ما أشكل عليهم فهمه، حتى يسهل حفظه، بعد ذلك، ولا شك أن هذه المراجعة تعين على تمام الفهم وحضور الوعي، فمن ذلك حديث حفصة رضي الله عنها قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إني لأرجو ألا يدخل النار أحد إن شاء الله ممن شهد بدراً والحديبية» قالت: قلت يا رسول الله أليس قد قال الله: ( وَإِن مِنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا ) [مريم: 71] قال: «ألم تسمعيه يقول ( ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا )( ) [مريم: 72].
ومن ذلك حديث جابر بن عبد الله، عن عبد الله بن أنيس، رضي الله عنهم، الذي رحل جابر إليه فيه، قال ابن أنيس: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يحشر الله العباد – أو قال: الناس – عراة غُرْلاً( ) بُهْماً» قال: قلنا: ما بُهْماً؟ قال: «ليس معهم شيء، ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب: أنا الملك، أنا الديان، لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة، ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار، وعنده مظلمة، حتى أُقِصَّه( ) منه، حتى اللطمة» قال: قلنا: كيف ذا وإنما نأتي الله غرلا بهما؟ قال: «بالحسنات والسيئات». قال: وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لاَ ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )( ) [غافر: 17].
وهكذا استفهم الصحابة عما خفي عليهم، واستوضحوا ما أشكل عليهم فهمه، وهذه المناقشة والمراجعة كان لها أثر كبير في الفهم والوعي والحفظ( ).
4- مذاكرة الحديث:
كان الصحابة رضوان الله عليهم إذا سمعوا شيئاً من النبي صلى الله عليه وسلم وحملوا عنه علماً، جلسوا فتذاكروه فيما بينهم وتراجعوه على ألسنتهم، تأكيداً لحفظه، وتقوية لاستيعابه وضبطه والعمل به، فعن أنس بن مالك  قال: «كنا نكون عند النبي صلى الله عليه وسلم فنسمع منه الحديث، فإذا قمنا تذاكرناه فيما بيننا حتى نحفظه»( )، وقد بقي مبدأ المذاكرة قائما بين الصحابة حتى بعد وفاته صلى الله عليه وسلم فعن أبي نضرة المنذر بن مالك بن قطعة رحمه الله قال: «كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اجتمعوا تذاكروا العلم، وقرءوا سوره»( ).
5- السؤال بقصد العلم والعمل( ):
كانت أسئلة الصحابة بقصد العلم والعمل، لا للعبث واللعب، فكانت أسئلتهم مشفوعة بهذا القصد، لما علموا من كراهة النبي صلى الله عليه وسلم للمسائل العبثية التي لا يُحتاج إليها، ولما سمعوا من تحذيره صلى الله عليه وسلم من كثرة السؤال فعن سهل بن سعد الساعدي  قال: «كره رسول الله صلى الله عليه وسلم المسائل وعابها»( ).
قال النووي: «المراد: كراهة المسائل التي لا يحتاج إليها، لا سيما ما كان فيه هتك ستر مسلم، أو إشاعة فاحشة أو شناعة على مسلم أو مسلمة. قال العلماء: أما إذا كانت المسائل مما يحتاج إليه في أمور الدين، وقد وقع، فلا كراهة فيها»( ).
6- ترك التنطع وعدم السؤال عن المتشابه:
وذلك تطبيقاً لتحذير النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك وتشديده على المتنطَّعين، نهيه عن مجالستهم، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُو الألْبَابِ ) [آل عمران: 7] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم»( ).
7- ترك السؤال عما سكت عنه الشارع:
فقد التزموا رضوان الله عليهم بهذا الأدب، فلم يتكلفوا السؤال عما سكت عنه الشارع، حتى لا يؤدي السؤال عن ذلك إلى إيجاب ما لا يوجبه الشرع، أو تحريم ما لم يحرمه، فيكون السؤال قد أفضى إلى التضييق على المسلمين، كما قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللهُ عَنْهَا وَاللهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ  قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ ) [المائدة: 101،102].
وحذر الرسول صلى الله عليه وسلم من مثل ذلك، فعن سعد بن أبي وقاص  قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أعظم المسلمين جرمًا من سأل عن شيء لم يحرم فحرم من أجل مسألته»( ).
8- اغتنام خلوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومراعاة وقت سؤاله:
كان الصحابة رضي الله عنهم يراعون الوقت المناسب للسؤال، ومن ذلك اغتنام ساعة خلوته صلى الله عليه وسلم حتى لا يكون في السؤال إثقال أو إرهاق أو نحو ذلك، فعن أبي موسى الأشعري  قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر انحرفنا إليه فمناَّ من يسأله عن القرآن ومنا من يسأله عن الفرائض، ومنا من يسأله عن الرؤيا»( ).
9- مراعاة أحواله صلى الله عليه وسلم وعدم الإلحاح عليه بالسؤال:
وبخاصة بعد أن نُهوا عن السؤال؛ ولذلك كانوا يدفعون الأعراب لسؤاله صلى الله عليه وسلم، ويتحينون وينتظرون مجيء العقلاء منهم، ليسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يسمعون، فعن أنس بن مالك  قال: «نهينا أن نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء، فكان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية العاقلُ، فيسأله ونحن نسمع، فجاء رجل من أهل البادية فقال: يا محمد، أتانا رسولك فزعم لنا أنك تزعم أن الله أرسلك قال: «صدق»... الحديث( ).
وهكذا استمر البناء التربوي في المجتمع الجديد من خلال المواقف العملية الواضحة منسجماً مع غرس فريضة التعلم والتعليم بين أفراد المجتمع المسلم، فكانت تلك التوجيهات تساهم في إعداد الفرد المسلم، والأمة المسلمة، والدولة المسلمة التي أسسها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا جزء من كل، وغيض من فيض، وتذكير وتنبيه لأهمية استمرار البناء التربوي والعلمي في الأمة حتى بعد قيام الدولة.
***

المبحث السادس
أحداث وتشــــــريعات
أولاً: معالجة الأزمة الاقتصادية:
أدت هجرة المسلمين إلى المدينة إلى زيادة الأعباء الاقتصادية، الملقاة على عاتق الدولة الناشئة، وشرع القائد الأعلى صلى الله عليه وسلم لحل هذه الأزمة بطرق عديدة، وأساليب متنوعة، فكان نظام المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وبناء الصفة التابعة للمسجد النبوي لاستيعاب أكبر عدد ممكن من فقراء المهاجرين، واهتم صلى الله عليه وسلم بدراسة الأوضاع الاقتصادية في المدينة، فرأى أن القوة الاقتصادية بيد اليهود، وأنهم يملكون السوق التجارية في المدينة وأموالها، ويتحكمون في الأسعار والسلع ويحتكرونها، ويستغلون حاجة الناس، فكان لا بد من بناء سوق للمسلمين لينافسوا اليهود على مصادر الثروة والاقتصاد في المدينة، وتظهر فيها آداب الإسلام وأخلاقه الرفيعة في عالم التجارة، فحدد صلى الله عليه وسلم مكانا للسوق في غرب المسجد النبوي وخطه برجله، وقال: «هذا سوقكم فلا ينتقصن ولا يضربن عليه خراج»( ).
إن المنهج الرباني عالج المشكلة الاقتصادية عن طريق القصص القرآني، لكي يتعظ الناس، ويعتبرون بمن مضى من الأقوام، ولم يترك الجانب التشريعي التعبدي، الذي له أثر في البناء التنظيمي التربوي، فقد كان المولى عز وجل يرعى هذه الأمة، وينقل خطاها لكي تكون مؤهلة لحمل الأمانة وتبليغ الرسالة ولا فرق في وسط هذه الدولة بين الأمور الصغيرة والأمور الكبيرة؛ لأنها كلها تعمل لرفع بنائها، ووقوفها شامخة أمام الأعاصير التي تحتمل مواجهتها ومن هذه الشعائر التعبدية التي فرضت في السنتين الأوليين من الهجرة، الزكاة، وزكاة الفطر، والصيام ونلاحظ سنة التدرج في بناء المجتمع المسلم ومراعاته لواقع الناس، والانتقال بهم نحو الأفضل دون اعتساف أو تعجيل، بل كل شيء في وقته( ).
ثانيًا: بعض التشريعات:
1- تشريع فريضة الصيام:
في السنة الثانية للهجرة من شهر شعبان فرض الله تعالى فريضة الصيام وجعله ركناً من أركان الإسلام، كما فرضه على الأمم السابقة، وفي ذلك تأكيد على أهمية هذه العبادة الجليلة ومكانتها. قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) [البقرة: 183].
2- تشريع زكاة الفطر:
وفي رمضان من نفس العام شرع الله سبحانه وتعالى زكاة الفطر وهي على كل حُر أو عبد، وذكر أو أنثى، وصغير أو كبير من المسلمين، والحكمة من فرضية هذه الزكاة وإلزام المسلمين بها ظاهرة وجلية، قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما «فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين، من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد لصلاة فهي صدقة من الصدقات»( )
3-صلاة العيد:
وفي هذه السَنة صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العيد، فكانت أول صلاة صلاها، وخرج بالناس إلى المصلى يهللون الله، ويكبرونه، ويعظمونه شكراً لله على ما أفاء عليهم من النعم المتتالية.
4- تشريع الزكاة:
وفي السنة الثانية للهجرة شرع الله الزكاة التي هي ركن من أركان الإسلام، وكان ذلك بعد شهر رمضان؛ لأن تشريع الزكاة العامة كان بعد زكاة الفطر، وزكاة الفطر كانت بعد فرض صيام رمضان قطعاً، يدل على هذا ما رواه الأئمة أحمد وابن خزيمة والنسائي وابن ماجة والحاكم من حديث قيس بن سعد بن عبادة قال: «أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بصدقة الفطر قبل أن تنزل الزكاة، ثم نزلت فريضة الزكاة، فلم يأمرنا ولم ينهنا ونحن نفعله»( ) قال الحافظ ابن حجر: إسناده صحيح( ) وجمهور العلماء سلفاً وخلفاً على أن مشروعية الزكاة إنما كانت بالمدينة في السنة الثانية( ).
5- زواجه صلى الله عليه وسلم بعائشة رضي الله عنها:
عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم على عائشة في مكة قبل الهجرة، وهي ابنة ست سنين وبعد وفاة خديجة، وبنى بها في المدينة وهي ابنة تسع سنين، وذلك في شهر شوال من السنة الأولى للهجرة( ).
فكانت حركة الدعوة والجهاد والتربية وبناء الدولة مستمرة ولم تتعطل حالات الزواج في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، بل الزواج والإكثار منه كان عادياًّ جداًّ في حياتهم كالطعام والشراب، وذلك من مظاهر أن الإسلام دين الفطرة والواقع، بل إن الزواج جزء مهم في بناء المجتمع المسلم( ).
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بنى بعائشة رضي الله عنها، وهو في الرابعة والخمسين من عمره، وحيثما يذكر هذا الرقم يتبادر للذهن الشيب والضعف ونفسية أصابتها الشيخوخة، ولا شك أن مرور الأعوام هو مقياس أعمار الناس كقاعدة عامة، ولكن المقياس الحقيقي هو حيوية الإنسان ونشاطه وقدرته على المبادرة والعمل، فقد نجد إنسانا في الثلاثين يحمل في جسمه ونفسيته أعباء الخمسين، وقد نجد بعض الأحيان إنسان الخمسين فلا نحكم عليه بأكثر من الثلاثين، وشخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فذة في هذا الميدان فهو -وهو في الخمسين- كان رجلا في عنفوان شبابه همة وعزما ومضاء ورجولة إنه في هذا لا يساويه أي إنسان صلى الله عليه وسلم.
إن الفارق في العمر بينه صلى الله عليه وسلم وبين عائشة لم يكن ذلك الفارق الكبير من وجهة النظر العملية، فها هو صلى الله عليه وسلم يسابق السيدة عائشة فتسبقه مرة، ويسبقها أخرى، فيقول: «هذه بتلك»( ) والأمثلة في حياته كثيرة( ).
ويستطيع كل ذي نظر أن يدرك الحكمة الجليلة التي كانت وراء زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من عائشة، رضي الله عنها، فقد تم هذا الزواج الميمون في مطلع الحياة في المدينة، ومع بداية المرحلة التشريعية من حياته صلى الله عليه وسلم، ومما لا شك فيه أن الإنسان يقضي جزءاً كبيراً من حياته في بيته ومع أسرته، وكان لا بد من نقل سلوك الرسول الكريم في هذا الجانب من حياته إلى الناس، حتى يستطيعوا التأسي به، وكانت تلك مهمة السيدة عائشة على الخصوص وبقية أمهات المؤمنين رضي الله عنهن.
فقد استطاعت السيدة عائشة بما وهبها الله من ذكاء وفهم أن تؤدي دورها على خير ما يرام، وإن نظرة عابرة لأي كتاب من كتب السيرة تبين وتؤكد ما ذهبت إليه، وقد ساعدها على ذلك أن الله تعالى كتب لها الحياة ما يقرب من خمسين عاماً بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وساعدتها تلك المدة على أن تُبَلِّغ ما وعته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرضي الله عنها( ).
* * *
انتهى الجزء الأول
ويليه الجــــــــزء الثاني والأخير
ويبدأ بالفصل الثامن «غزوة بدر الكبرى»
فهــــرس الكتــاب
المقدمة
الفصل الأول :أهم الأحداث التاريخية قبل البعثة حتى نزول الوحي
المبحث الأول: الحضارات السائدة قبل البعثة ودياناتها
المبحث الثاني: أصول العرب وحضارتهم
أولاً: أصول العرب
ثانياً: حضارات الجزيرة العربية
المبحث الثالث: الأحوال الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية عند العرب
أولاً: الحالة الدينية
ثانياً: الحالة السياسية
ثالثاً: الحالة الاقتصادية
رابعاً: الحالة الاجتماعية
خامساً: الحالة الأخلاقية
المبحث الرابع: أهم الأحداث قبل مولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
أولاً: قصة حفرة عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم لزمزم
ثانياً: قصة أصحاب الفيل
المبحث الخامس: من المولد النبوي الكريم إلى حلف الفضول
أولاً: نسب النبي صلى الله عليه وسلم
ثانياً: زواج عبد الله بن عبد المطلب من آمنة بنت وهب ورؤيا آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم
ثالثاً: ميلاد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
رابعاً: مرضعاته صلى الله عليه وسلم
خامساً: وفاة أمه وكفالة جده ثم عمه
سادساً: عمله صلى الله عليه وسلم في الرعي
سابعاً: حفظ الله تعالى لنبيه قبل البعثة
ثامناًً: لقاء الراهب بحيرا بالرسول وهو غلام
تاسعاً: حرب الفجار
عاشراً: حلف الفضول
المبحث السادس: تجارته لخديجة وزواجه منها وأهم الأحداث إلى البعثة
أولاً: تجارته صلى الله عليه وسلم لخديجة وزواجه منها
ثانياً: اشتراكه صلى الله عليه وسلم في بناء الكعبة الشريفة
ثالثاً: تهيئة الناس لاستقبال نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
الفصل الثاني: نزول الوحي والدعوة السرية
المبحث الأول: نزول الوحي على سيد الخلق أجمعين صلى الله عليه وسلم
أولاً: الرؤيا الصالحة
ثانياً: ثم حبب إليه الخلاء
ثالثاً: حتى جاءه الحق وهو في غار حراء
رابعاً: الشدة التي تعرض لها النبي صلى الله عليه وسلم ووصف ظاهرة الوحي
خامساً: أنواع الوحي
سادساً: أثر المرأة الصالحة في خدمة الدعوة
سابعاً: وفاء النبي صلى الله عليه وسلم للسيدة خديجة رضي الله عنها
ثامناً: سنة تكذيب المرسلين
تاسعاً: قوله: (وفتر الوحي)
المبحث الثاني: الدعوة السرية
أولاً: الأمر الرباني بتبليغ الرسالة
ثانياً: بدء الدعوة السرية
ثالثاً: استمرار النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة
رابعاً: أهم خصائص الجماعة الأولى التي تربت على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
خامساً: شخصية النبي صلى الله عليه وسلم وأثرها في صناعة القادة
سادساً: المادة الدراسية في دار الأرقم
سابعاً: الأسباب في اختيار دار الأرقم
ثامناً: من صفات الرعيل الأول
تاسعاً: انتشار الدعوة في بطون قريش وعالميتها
المبحث الثالث: البناء العقدي في العهد المكي
أولاً: فقه النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع السنن
ثانياً: سنة التغيير وعلاقتها بالبناء العقدي
ثالثاً: تصحيح الجانب العقدي لدى الصحابة
رابعاً: وصف الجنة في القرآن الكريم وأثره على الصحابة
خامساً: وصف النار في القرآن الكريم وأثره في نفوس الصحابة
سادساً: مفهوم القضاء والقدر وأثره في تربية الصحابة
سابعاً: معرفة الصحابة لحقيقة الإنسان
ثامناً: تصور الصحابة لقصة الشيطان مع آدم عليه السلام
تاسعاً: نظرة الصحابة إلى الكون والحياة وبعض المخلوقات
المبحث الرابع: البناء التعبدي والأخلاقي في العهد المكي
أولاً: تزكية أرواح الرعيل الأول بأنواع العبادات
ثانياً: التربية العقلية
ثالثاً: التربية الجسدية
رابعاً: تربية الصحابة على مكارم الأخلاق، وتنقيتهم من الرذائل
خامساً: تربية الصحابة على مكارم الأخلاق من خلال القصص القرآني
الفصل الثالث: الجهر بالدعوة وأساليب المشركين في محاربتها
المبحث الأول: الجهر بالدعوة
أهم اعتراضات المشركين:
أولاً: الإشراك بالله
ثانياً: كفرهم بالآخرة
ثالثاً: اعتراضهم على الرسول صلى الله عليه وسلم
رابعاً: موقفهم من القرآن الكريم
خامساً: دوافع إنكار دعوة الإسلام في العهد المكي
المبحث الثاني: سنة الابتلاء
حكمة الابتلاء وفوائده
المبحث الثالث: أساليب المشركين في محاربة الدعوة
أولاً: محاولة قريش لإبعاد أبي طالب عن مناصرة وحماية رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثانياً: محاولة تشويه لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم
ثالثاً: ما تعرض له رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأذى والتعذيب
رابعاً: ما تعرض له أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأذى والتعذيب
خامساً: حكمة الكف عن القتال في مكة واهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بالبناء الداخلي
سادساً: أثر القرآن الكريم في رفع معنويات الصحابة
سابعاً: أسلوب المفاوضات
ثامناً: أسلوب المجادلة ومحاولة التعجيز
تاسعاً: دور اليهود في العهد المكي واستعانة مشركي مكة بهم
عاشراً: الحصار الاقتصادي والاجتماعي في آخر العام السابع من البعثة
الفصل الرابع: هجرة الحبشة ومحنة الطائف ومنحة الإسراء
المبحث الأول تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع سنة الأخذ بالأسباب
المبحث الثاني: الهجرة إلى الحبشة
أولاً: الهجرة الأولى إلى أرض الحبشة
ثانياً: أسباب عودة المسلمين إلى مكة بعد هجرتهم الأولى
ثالثاً: هجرة المسلمين الثانية إلى الحبشة
المبحث الثالث: عام الحزن ومحنة الطائف
أولاً: عام الحزن
ثانياً: رحلة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطائف
المبحث الرابع: الإسراء والمعراج ذروة التكريم
أولاً: قصة الإسراء والمعراج كما جاءت في بعض الأحاديث
ثانياً: فوائد ودروس وعبر
الفصل الخامس: الطواف على القبائل وهجرة الصحابة إلى المدينة
المبحث الأول: الطواف على القبائل طلبا للنصرة
أولاً: من أساليب النبي صلى الله عليه وسلم في الرد على مكائد أبي جهل والمشركين أثناء الطواف على القبائل
ثانياً: المفاوضات مع بني عامر
ثالثاً: المفاوضات مع بني شيبان
رابعاً: فوائد ودروس وعبر
المبحث الثاني: مواكب الخير وطلائع النور
أولاً: الاتصالات الأولى بالأنصار في مواسم الحج والعمرة
ثانياً: بدء إسلام الأنصار
ثالثاً: بيعة العقبة الأولى
رابعاً: قصة إسلام أسيد بن حضير وسعد بن معاذ رضي الله عنهما
خامساً: فوائد ودروس وعبر
المبحث الثالث: بيعة العقبة الثانية
المبحث الرابع: الهجرة إلى المدينة
أولاً: التمهيد والإعداد لها
ثانياً: تأملات في بعض آيات سور العنكبوت
ثالثاً: طلائع المهاجرين
رابعاً: من أساليب قريش في محاربة المهاجرين ومن مشاهد العظمة في الهجرة
خامساً: البيوتات الحاضنة وأثرها في النفوس
سادساً: لماذا اختيرت المدينة كعاصمة للدولة الإسلامية؟
سابعاً: من فضائل المدينة
الفصل السادس: هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه الصديق 
المبحث الأول: فشل خطة المشركين والترتيب النبوي الرفيع للهجرة
أولاً: فشل خطة المشركين لاغتيال النبي صلى الله عليه وسلم
ثانياً: الترتيب النبوي للهجرة
ثالثاً: خروج الرسول صلى الله عليه وسلم ووصوله إلى الغار
رابعاً: دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عند خروجه من مكة
خامساً: عناية الله سبحانه وتعالى ورعايته لرسوله صلى الله عليه وسلم
سادساً: خيمة أم معبد في طريق الهجرة
سابعاً: سراقة بن مالك يلاحق رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثامناً: سبحان مقلب القلوب
تاسعاً: استقبال الأنصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم
عاشراً: فوائد ودروس وعبر
المبحث الثاني: الثناء على المهاجرين بأوصاف حميدة والوعد لمن هاجر منهم والوعيد لمن تخلف
أولاً: الثناء على المهاجرين بأوصاف حميدة
ثانياً: الوعد للمهاجرين
ثالثاً: الوعيد للمتخلفين عن الهجرة
الفصل السابع: دعائم دولة الإسلام في المدينة
المبحث الأول: بناء المسجد الأعظم بالمدينة
أولاً: بيوتات النبي صلى الله عليه وسلم التابعة للمسجد
ثانياً: الأذان في المدينة
ثالثاً: أول خطبة خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة
رابعاً: الصُّفة التابعة للمسجد النبوي
خامساً: فوائد ودروس وعبر
المبحث الثاني: المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار
أولاً: المؤاخاة في المدينة
ثانياً: الدروس والعبر والفوائد
المبحث الثالث: الوثيقة أو الصحيفة
أولاً: كتابه صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار واليهود
ثانياً: دروس وعبر وفوائد من الوثيقة
ثالثاً: موقف اليهود في المدينة
رابعاً: إن الله لا يصلح عمل المفسدين
المبحث الرابع: سنة التدافع وحركة السرايا
أولاً: سنة التدافع
ثانياًً: من أهداف الجهاد في سبيل الله تعالى
ثالثاً: أهم السرايا والبعوث التي سبقت غزوة بدر الكبرى
رابعاً: فوائد ودروس وعبر
المبحث الخامس: استمرارية البناء التربوي والعلمي
أولاً: أهم هذه الوسائل والمبادئ التربوية
ثانياً: من أخلاق الصحابة عند سماعهم للنبي صلى الله عليه وسلم
المبحث السادس: أحداث وتشريعات
أولاً: معالجة الأزمة الاقتصادية
ثانياً: بعض التشريعات
فهرس الكتاب
***
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://theroadtoparadise.alafdal.net
 
السيرة النبوية الجزء الاول -28
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» السيرة النبوية الجزء الاول -10
» السيرة النبوية الجزء الاول -26
» السيرة النبوية الجزء الاول -11
» السيرة النبوية الجزء الاول -27
» السيرة النبوية الجزء الاول -12

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الطريق الى الجنة :: السيرة المطهرة-
انتقل الى: